بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 22 مايو 2010

أيام الاسبوع

قالوا :
لم تكن أيام الأسبوع سبعة أيام كما هو معروف الآن
ففي مصر الفرعونية كان الأسبوع يتألف من 10 أيام.
أما أول من قسم الأسبوع إلى سبعة أيام فهم البابليون.
إذ أطلقوا على الأيام أسماء الكواكب التي كانت معروفة لديهم ، وكان عددهاخمسة ، ثم أضافوا اليوم السادس فجعلوه يوم القمر ، والسابع جعلوه يوم الشمس ، وهكذا انتشر هذا التقليد بين الأمم ، وأصبح عرفاً بدهياً ، بل ويُشار إلى أن أسماء الأيام في اللغات المختلفة تكاد تكون مستمدة من ذلك الإرث البابلي القديم .
وإذن فقد نشأت فكرة الأيام السبعة في غربي آسيا علي أساس أن الكواكب المتحركة التي يعتقد أنها تدور حول الأرض كانت سبعة ، وهي :

الشمس والقمر وعطارد والمشتري وزهرة وزحل والمريخ ،، فاختص كل يوم من أيام الأسبوع بكوكب منها ،
فكان السبت لزحل ، والأحد للشمس ، والإثنين للقمر ، والثلاثاء للمريخ ، والأربعاء لعطارد ، والخميس للمشتري ، والجمعة للزهرة .
وأما الرومان فقد أطلقوا على معظم الأيام أسماء آلهتهم، والتي تشابه إلى حد كبير أسماء الآلهة الرومانية .

وقد كانت العرب تسمي الأيام ( يعني قبلا ) :
أول ، ثم أهون ، ثم جبار ، ثم دبار ، ثم مؤنس ، ثم العروبة ، ثم شبار .
قال الشاعر من العرب العاربة المتقدمين :

أرجي أن أعيش وأن يومي ** بأول أو بأهـون أو جـبــار

أو التـالي دبـار فـإن أفـتــه ** فمؤنس أو عروبة أو شبار
ورواها ابن دريد
فقال :
أؤمّل أن أعيش وأنّ يومي ** بأوّل أوبأَهْوَن أوجُبَار
أوالتاليدُبَار أو فيومي ** بمُؤْنِس أو عَرُوبَة أوشِيَار
وعن بداية الخلق وارتباط أيام الأسبوع بذلك بمشيئة الله تعالي وحكمته ، قال العلامة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالي في كتابه ( الروح ) :
روي أبو هريرة رضي الله عنه قال :
أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي فقال :
" خلق الله تعالي التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الإثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيه الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم من يوم الجمعة آخر الخلق من آخر ساعة من ساعات الجمعة " رواه أحمد ومسلم وابن حبان .
وأورد ابن إياس رحمه الله في ( بدائع الزهور في وقائع الدهور) ، قال :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
"خلق الله الأرض يوم السبت ، وخلق الجبال يوم الأحد ، وخلق الأشجار يوم الإثنين ، وخلق الكروم يوم الثلاثاء ، وخلق الظلمة والنور يوم الأربعاء ، وخلق الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة " .
وقد اختلف جماعة من العلماء في اليوم الذي ابتدأ الله تعالي فيه المخلوقات ، فجاء علي 3 أقوال :
قال ابن اسحق : هو يوم السبت ،
وقال كعب الأحبار: هو يوم الأحد ،
وقال أهل الإنجيل : هو يوم الإثنين ،
وقال النبي صلي الله عليه وسلم :
" خلق الله تعالي في يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة إلي ثلاث ساعات مضين من يوم الجمعة "
وقال وهب بن منبه الصنعاني رضي الله عنه : إنما سمي يوم الجمعة لأن طينة آدم عليه السلام جمعت فيه .
وقد قسم الناس الأعمال علي أيام الأسبوع ،،

فذكر ابن قتيبة في (عيون الأخبار ) :

كان يقال :
يوم السبت يوم مكر وخديعة ،
ويوم الأحد يوم غرس وبناء ،
ويوم الإثنين يوم سفر وابتغاء رزق ،
ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم ،
ويوم الأربعاء يوم الأخذ والعطاء ،
ويوم الخميس يوم دخول الأمراء وطلب الحوائج ،
ويوم الجمعة يوم خطب ونكاح .
وفي كتاب ( ديوان الإمام علي كرم الله وجهه) جمع وضبط الأستاذ نعيم زرزور ، جاءت الأبيات التالية :
لنعم اليوم يوم السبت حقا ** لصيد إن أردت بلا امتراء
وفي الأحد البناء لأن فيــه ** تبدي الله في خلق السماء
وفي الإثنين إن سافرت فيه ** ستظفـر بالنجاح وبالـثراء
ومن يرد الحجـامـة فالثلاثـا ** ففي سـاعته ســفك الدماء
وإن شرب امرؤ يومــا دواء ** فنعـم اليــوم يــوم الأربعـاء
وفي يوم الخميس قضاء حاج ** فـفيــه الله يأذن بالدعــــاء
وفي الجمعة تزويـج وعـرس ** ولــذات الرجـال مع النسـاء
وهـذا العــلـم لايــعلمـــــه إلا ** نــبـي أو وصـي الأنـبيــــاء
ونقل العلامة يوسف بن اسماعيل النبهاني في كتابه (جواهر البحار في فضائل المختار) عن أبي العباس المبرد أنه قال :
قسم كسري أيامه فقال : يوم الريح للنوم ، ويوم الغيم للصيد ، ويوم المطر للشرب واللهو ، ويوم الشمس للحوائج،
وعلق علي ذلك العلامة ابن خلدون رحمه الله ، فقال :
ما كان أعرفهم لسياسة دنياهم ، " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون " . الروم 7
وجاء في مختار الصحاح:
أيام الأسبوع كلها لا تصغر غير يوم الجمعة ، مثلها في ذلك مثل أمس وغد والبارحة وكيف وأين ومتي وأي وما وعند وأسماء الشهور ،، فكل ذلك لا يصغر ،