بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

كرامات أولياء الله

الحمد لله الذى خص أوليائه بخصال المصطفى العدنان وأسبغ عليهم النعم فى ظواهرهم وبواطنهم وأتم عليهم فضله وزادهم قربا ومنحهم الرضا والرضوان وفتح لهم أبواب الانابة والايابة وخصهم بالهداية والارشاد وأجرى على أيديهم الكرامات وجعلهم نجوما يهتدى بها من ضل فى الوديان فمنهم من سبق فى الزمان ومنهم من يختم به الامر الذى بدء ومنهم الذين اصطفاهم الله ومنهم الذين اجتباهم ومنهم السابقون فى الاسلام ومنهم المقربون الى حضرة صاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم فهولاء وأمثالهم وأضرابهم قال الله فيهم ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ فمنهم أهل البيت ومنهم الصحب الكرام ومنهم الأقطاب والنجباء والبدلاء والعلماء والأوتاد والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم أرزقنا رفقتهم وصحبتهم ومعيتهم فى الدارين.

والكرامة هى أمر خارق للعادة يظهره الله تبارك وتعالى على يد عبد صالح ظاهر الصلاح طهر باطنه وأصلح ظاهره متمسكا بشريعة نبى او رسول مقتفى أثره يملاء قلبه المحبة والمودة للمؤمنين الصالحين مشفقا رحيما على الخلائق أجمعين.

ذكرت كرامات الصالحين فى القران الكريم فى عدة مواطن وفى عدة أزمنة مختلفة نسرد منها اليسير على سبيل الحجة والدليل والبرهان.

من كرامات الصالحين فى القران الكريم قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح سيدنا الخضر وقد ورد ذكرها مطولا فى تفسير سورة الكهف وكيف أجرى الله تبارك وتعالى الكرامة وخوارق العادة على يد الولى الصالح سيدنا الخضر من خرقه للسفينة ومعرفته بالملك الظالم الذى يأخذ كل سفينة عنوة وغصبا، وكيف انه قتل الغلام الصغير الذى لم يبلغ الحلم بعد وأخبر سيدنا الخضر ان الله تبارك وتعالى سوف يعوض والديه المؤمنين بولد خير منه يكون صالحا، وأخبر سيدنا الخضر بالكنز المدفون تحت الجدار وأخباره بأصحاب الكنز ومعرفته حالهم من اليتم وأخبر أيضا عن الجد السابع لهولاء اليتيمين أنه كان رجلا صالحا وكان أبوهما صالحا فكل هذه الخوارق هى من الكرامات التى أجراها الله تبارك وتعالى على يد سيدنا الخضر فى حضور نبى ورسول ومن أولى العزم من الرسل هو سيدنا موسى عليه السلام .

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الصالحة الطائعة التقية السيدة مريم بنت عمران رضوان الله تعالى عليها والمعروف والمشهور انه لا توجد سيدة من الرسل أو الانبياء، وإنما جاء ذكر السيدة مريم فى القران بأنها صديقة والصديقية من درجات الاولياء، كانت السيدة مريم تقيم فى محرابها للتعبد فى بيت سيدنا زكريا بعد أن كفلها، فكلما دخل عليها سيدنا زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء فى وقت الصيف ووجد عندها فاكهة الصيف فى وقت الشتاء وهى من كراماتها التى جرت على يديها، كما انه ورد فى القران الكريم كلام الملائكة للسيدة مريم وهى فى محرابها ﴿وإذ قالت الملائكة يا مريمُ إن الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك﴾. الاية وهذه كرامات أجراها الله تبارك وتعالى على يد الصالحة السيدة مريم بنت عمران عليها من الله الرضوان .

ومن كرامات الصالحين التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة أهل الكهف كانوا قوما صالحين مدحهم الله فى كتابه العزيز بأنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى ورشاد وكانوا بعد زمن سيدنا عيسى عليه السلام خافوا على إيمانهم ففروا بدينهم من ملك ظالم فدخلوا كهفا فلبثوا فيه بلا طعام ولا شراب فناموا ثلاثمائة سنين وتسعا ومع هذه المدة الكبيرة من النوم كانوا يتقلبون على جنوبهم ولم تستطع الارض ان تأكل اجسادهم أو تبليهم او تصبهم بالعاهات او العلل والامراض طيلة هذا الفترة وهم نيام وهى كرامه لهم مع الكرامة الاخرى النوم هذه الفترة الزمنية الطويلة بلا طعام ولا شراب والتى تعدت ثلاث مائة عام فهذه كرامة من الله أجراها على ايدى اوليائه الصالحين من امة سيدنا عيسى عليه السلام.

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الرجل الصالح سيدنا آصف بن برخيا كاتب سيدنا سليمان عليه السلام ووزيره فمن كرامات سيدنا آصف بن برخيا أنه لما أرادت السيدة بلقيس ملكة سبأ باليمن ان تأتى الى سيدنا سليمان عليه السلام الى بيت المقدس مسلمة له مؤمنة برسالته بعد قصة الهدهد والهدايا التى ارسلتها الى سيدنا سليمان أراد سيدنا سليمان عليه السلام أن يأتى بعرش ملكة سبأ من اليمن الى بيت المقدس قبل أن تصل الملكة اليهم فقال لجنوده أيكم يأتنى بعرشها قبل ان يأتونى مسلمين فقام أحد العفاريت وكان رئيسا انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك – فاراد سيدنا سليمان عليه السلام ان تكون المدة الزمنية لمجىء عرش الملكة بلقيس اليه اسرع من ذلك فقام الولى والعبد الصالح آصف بن برخيا فقال انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك، فقال آصف بن برخيا مخاطبا سيدنا سليمان عليه السلام : انظر إلى السماء، فنظر إليها، فدعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتى الله بعرش بلقيس ملكة سبأ من أرض اليمن إلى بيت المقدس فأتى به، فرد سليمان طرفه فوجده بين يديه فهى كرامة من الله تبارك وتعالى أجراها على يد وليا من أوليائه الصالحين وهو آصف بن برخيا وصفه الله فى كتابه العزيز بأن عنده علما من الكتاب والمقصود انه لديه بعضا من علم الكتاب وليس كله.

ويكفى أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فخرا ان الله تبارك وتعالى فضلها على سائر الامم السابقة كرامة وفضلا للرسول المعظم الخلق صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى فى فضلها ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ آل عمران: 110.





الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

التكفيريون



التكفيريون
إن لله آيات ظاهرة منها الشمس والنجوم ومنها آيات باطنة مثل معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء والبعث والنشور وهي غير ظاهرة لذوي العقول الصغيرة والإيمان الضعيف الذين لهم قلوب لا يفقهون بها وآذان لا يسمعون بها وأعين لا يبصرون بها وهي ظاهرة واضحة لأهل التقوى والإيمان وهي آيات يخلقها الله ويكرم بها الأنبياء والصالحين وغيرهم وتسمي كرامات، ومعني كرامات هو أن الله يكرم بها العباد . قال تعالي : ((وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ) وقال: (كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ) وقال: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وقال: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ). وقال: (َمهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) وقال: (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)

ولقد كان كفار قريش يؤمنون بآيات الله الظاهرة ويكفرون بالآيات الباطنة والمعجزات والكرامات. والملحدون في زماننا هذا يقولون أن الآيات الظاهرة هي من الكون وليست من عند الله وينكرون الآيات الباطنة ويقولون أنها خرافات لا أصل لها ، ويقولون إن المسلمين يطوفون بالحجارة ويعبدونها ( الكعبة المشرفة ) وأن المسلمين يسعون ويهرولون بين الجبال ويقفون عند جبل وصخرة ( عرفات ) ويبكون ويصيحون حفاة عراة ، ويرمون حجر كبير بحجارة صغيرة ( الجمرات ) ويمرقون جباههم في التراب ويسجدون للأرض ، وذلك جنون وجهل وتخلف ( والعياذ بالله ) . أما التكفيريون فيؤمنون بالآيات الظاهرة وينكرون جزء من المعجزات ( كأستغفار الرسول صلي الله عليه وسلم لنا وصلاته علينا بعد موته وينكرون الإستعانة والإستغاثة والتوسل به بعد موته ) وينكرون جزءاً كبيراً من كرامات الأولياء ويقولون أنها سحر ودجل وكفر وشرك .
يدعي التكفيريون بأن التبرك بالآثار والمخلوقات والأشياء كفر بما في ذلك التبرك بالمسجد النبوي الشريف في حين أن التبرك جائز ومعناه أن يجعل الله فائدة خاصة في الأشياء إكراماً لنبي أوصالح من أمثال ذلك إن طعام من ماله حلال يكون مباركاً وقوله صلي الله عليه وسلم بارك الله في طعامِ كثرت فيه الأيادي وقوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً) فليس البركة في ماء زمزم فقط بل في كل البيت الحرام وكانت البركة في قميص سيدنا يوسف وفي بعض ما ترك آل هارون وموسى في التابوت أفلا تكون في آثار ومسجد أفضل الخلق أجمعين صلي الله عليه وسلم ؟؟؟ وهم يكفّرون من يقول إن المدينة المنورة وكل مافيها والمسجد النبوى مباركاً، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ - وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ) 
 .
ما ذكره الشيخ العلامة سليمان بن عبد الوهاب عن التكفيرين
الف الشيخ العلامة سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( النجدي ) كتاب أسماه الصواعق الإلهية في الرد علي الوهابية ( مطبعة دارالإنسان? القاهرة 1987) . رد فيه علي التكفيرين وفضحهم وأثبت جهلهم وخروجهم عن اجماع الأمة وسماهم الخوارج وقد ذكر فيه الآتي :- ( من سليمان بن عبد الوهاب إلي الحسن عبدان .........الدين النصيحة وأنت كتبت لي أكثر من مرة تستدعي ما عندي فها أنا أذكر لك بعض ما علمت من كلام أهل العلم .... فإن اليوم أبتلي الناس بمن ينسب نفسه إلي الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي باجماع من خالفه وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه علي أهل العلم لم يفعل بل يوجب علي الناس الأخذ بقوله ومفهومه ومن خالفه فهو كافر وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد فإنا لله وإنا إليه راجعون . الأمة كلها تصيح بلسان واحد مع هذا لا يرد لهم في كلمة بل كلهم كفار أو جهال اللهم أهدي الضآل ورده إلي الحق . إلي أن قال : ( قال : ابن عباس حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة ، فلا تكونوا كالخوارج تؤولوا آيات القرآن في أهل القبلة وإنما نزلت في أهل الكتاب والمشركين فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهكوا الأموال وشهدوا علي اهل السنة بالضلالة ) . وكان ابن عمر يرى الخوارج شرار الخلق و قال : ( أنهم عمدوا إلي آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المسلمين ، رواه البخاري عنه صلي الله عليه وسلم )... إذا فهمتم ما تقدم فإنكم تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله وحده وان محمداً رسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت مؤمناً بالله وملائكته وكتبه ورسوله ملتزم لجميع شعائر الإسلام وتجعلونهم كفاراً وبلادهم بلاد حرب . نحن نسألكم من إمامكم في ذلك وممن أخذتم هذا المذهب....مما يدل علي بطلان مذهبكم ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( رأس الكفر نحو المشرق) وفي رواية للبخاري مرفوعاً: ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقالوا وفي نجدنا قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان ) ... فالمشرق من جهة مدينته هو منطقة نجد ومنها خرج مسيلمة الكذاب . ثم إن صاحب الكتاب فند أقوالهم وذكر أحاديث كثيرة تؤكد بطلان مذهبهم ، ومن أراد تفصيل ذلك فعليه بذلك الكتاب .

ما ذكره أمام الحرمين العلامة الشيخ أحمد زين دحلان عن التكفيرين
 
 ألف العلامة أمام الحرمين السيد/ احمد بن زين دحلان كتاب عن فتنة التكفيريين .. وهو مكي فقيه مؤرخ مفتي الشافعية بمكة المعظمة وشيخ الإسلام بها ، ولد بمكة سنة 1231 هـ وتوفي بالمدينة المنورة له مؤلفات كثيرة مطبوعة . واسم الكتاب هو الدرر السنية في الرد علي الوهابية وقال فيه :-
 (1)  أعلم إن السلطان سليم الثالث ( 1204 ? 1222 هـ ) حدث في مدة سلطته فتن كثيرة منها فتنة الوهابية ، وقد قتلوا من الخلائق ما لا يحصون. واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان مؤسس مذهبهم في أبتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة وكان أبوه رجلاً صالحاً من أهل العلم وكذلك أخوه سليمان ، وقد أغوى الجاهلين هو وجماعته وخالفوا أئمة الدين وتوصلوا بذلك إلي تكفير المؤمنين فزعمت جماعته بأن زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم شرك. وأنه من أسند شيئاً لغير الله ولو علي سبيل المجاز العقلي يكون مشركاً، وتمسكوا بأدله لا تنتج لهم شيئاً وأتوا بعبارات مزورة زخرفوها ولبسوا بها علي العوام حتي تبعوهم وألفوا لهم في ذلك رسائل حتي أعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ماقاله جماعة إبن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم والمال. وقد ألف العلماء رسائل كثيرة للرد عليهم ومن ضمنهم أخوه سليمان ........ وقد زعموا أن مرادهم بهذا المذهب الذي أبتدعوه إخلاص التوحيد والتبرؤ من الشرك ، وأنهم جددوا للناس دينهم وحملوا الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين علي أهل التوحيد، كقوله تعالي : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) ، وقالوا إن من أستعان بالنبي أو بغيره من الأنبياء والصالحين أو سأله الشفاعة أو زار قبره فإنه مثل هولاء المشركين الذين كانوا يعرفون الله ولكن قالوا إن الأصنام تقربهم إلي زلفة . ومما ردوا به عليهم في الرسائل إن هذا أستدلال باطل لأن المؤمنين ما إتخذوا الأنبياء ولا الأولياء آلهة شركاء مع الله . بل أنهم يعتقدون أنهم عبيد لله مخلقون غير مستحقين للعبادة وهم فقط مكرمون من عند الله بكرمات .أما المشركين فكانوا يعتقدون أستحقاق أصنامهم الإلوهية ويعظمونها تعظيم الربوبية . ثم رد صاحب الكتاب علي كل دعاوى التكفيريين وفندها بالدليل من الكتاب والسنة ، ثم أورد أحاديث كثيرة صحيحة عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، تصف هذه الفتنة وتصف التكفيريين منها:- ( قوله صلي الله عليه وسلم : يخرج أٌناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون فيه حتي يعود السهم إلي فوقه، سيماهم التحليق )... وقوله صلي الله عليه وسلم سيماهم التحليق تنطبق علي هولاء القوم الخارجين من المشرق لأنهم كانوا يأمرون من أتبعهم أن يحلق رأسه رجالاً ونساء ولم يقع في مثل ذلك قط أحد من الفرق الضالة التي مضت قبلهم فالحديث صريح فيهم . وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول : لايحتاج أحد تأليف للرد عليهم بل يكفي في الرد عليهم قوله صلي الله عليه سيماهم التحليق فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم
 
الوصاية والتوصيات
 (1) نقول للدولة والمسئولين إن التكفير هو جريمة من أكبر الكبائر وأن التكفيرين سفكوا الدماء واستباحوا الحرمات وحولوا دول بكاملها إلي دمار وفي ذلك خراب للدين والدنيا وأن المقصود في الأصل هو هدم الإسلام وقتل المسلمين.
(2)  ونقول للتكفريين يجب أن تعلموا أنكم علي خطأ وأنكم تخالفون وتكفرون السواد الأعظم من أهل الإسلام في شأن المولد والأمور الأخرى وإن ما تعتقدون بأنه يكفر أهل الإسلام هو في الحقيقة من الدين ولا يكفر وأنكم تستندون إلي أدلة واهية باطلة لا يقبلها شرع ولا علم و لاعقل وإذا رجعتم إلي حقيقة العلم عرفتم ذلك .
 )3)  ونقول للمؤمنين المتصوفة أنكم أهل الحق وأهل الإسلام لا يضركم من ضل إذا أهتديتم وقد كنتم وما زلتم حماة الدين والديار فأصبروا على من جهل من أخوانكم وأهدوهم بالتي هي أحسن وأسألوا لهم الله الهداية ولا يستفذنكم جاهل أو صاحب غرض .
ألا هل بلغت اللهم فأشهد
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم