بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

التكفيريون



التكفيريون
إن لله آيات ظاهرة منها الشمس والنجوم ومنها آيات باطنة مثل معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء والبعث والنشور وهي غير ظاهرة لذوي العقول الصغيرة والإيمان الضعيف الذين لهم قلوب لا يفقهون بها وآذان لا يسمعون بها وأعين لا يبصرون بها وهي ظاهرة واضحة لأهل التقوى والإيمان وهي آيات يخلقها الله ويكرم بها الأنبياء والصالحين وغيرهم وتسمي كرامات، ومعني كرامات هو أن الله يكرم بها العباد . قال تعالي : ((وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ) وقال: (كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ) وقال: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وقال: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ). وقال: (َمهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) وقال: (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)

ولقد كان كفار قريش يؤمنون بآيات الله الظاهرة ويكفرون بالآيات الباطنة والمعجزات والكرامات. والملحدون في زماننا هذا يقولون أن الآيات الظاهرة هي من الكون وليست من عند الله وينكرون الآيات الباطنة ويقولون أنها خرافات لا أصل لها ، ويقولون إن المسلمين يطوفون بالحجارة ويعبدونها ( الكعبة المشرفة ) وأن المسلمين يسعون ويهرولون بين الجبال ويقفون عند جبل وصخرة ( عرفات ) ويبكون ويصيحون حفاة عراة ، ويرمون حجر كبير بحجارة صغيرة ( الجمرات ) ويمرقون جباههم في التراب ويسجدون للأرض ، وذلك جنون وجهل وتخلف ( والعياذ بالله ) . أما التكفيريون فيؤمنون بالآيات الظاهرة وينكرون جزء من المعجزات ( كأستغفار الرسول صلي الله عليه وسلم لنا وصلاته علينا بعد موته وينكرون الإستعانة والإستغاثة والتوسل به بعد موته ) وينكرون جزءاً كبيراً من كرامات الأولياء ويقولون أنها سحر ودجل وكفر وشرك .
يدعي التكفيريون بأن التبرك بالآثار والمخلوقات والأشياء كفر بما في ذلك التبرك بالمسجد النبوي الشريف في حين أن التبرك جائز ومعناه أن يجعل الله فائدة خاصة في الأشياء إكراماً لنبي أوصالح من أمثال ذلك إن طعام من ماله حلال يكون مباركاً وقوله صلي الله عليه وسلم بارك الله في طعامِ كثرت فيه الأيادي وقوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً) فليس البركة في ماء زمزم فقط بل في كل البيت الحرام وكانت البركة في قميص سيدنا يوسف وفي بعض ما ترك آل هارون وموسى في التابوت أفلا تكون في آثار ومسجد أفضل الخلق أجمعين صلي الله عليه وسلم ؟؟؟ وهم يكفّرون من يقول إن المدينة المنورة وكل مافيها والمسجد النبوى مباركاً، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ - وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ) 
 .
ما ذكره الشيخ العلامة سليمان بن عبد الوهاب عن التكفيرين
الف الشيخ العلامة سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( النجدي ) كتاب أسماه الصواعق الإلهية في الرد علي الوهابية ( مطبعة دارالإنسان? القاهرة 1987) . رد فيه علي التكفيرين وفضحهم وأثبت جهلهم وخروجهم عن اجماع الأمة وسماهم الخوارج وقد ذكر فيه الآتي :- ( من سليمان بن عبد الوهاب إلي الحسن عبدان .........الدين النصيحة وأنت كتبت لي أكثر من مرة تستدعي ما عندي فها أنا أذكر لك بعض ما علمت من كلام أهل العلم .... فإن اليوم أبتلي الناس بمن ينسب نفسه إلي الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي باجماع من خالفه وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه علي أهل العلم لم يفعل بل يوجب علي الناس الأخذ بقوله ومفهومه ومن خالفه فهو كافر وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد فإنا لله وإنا إليه راجعون . الأمة كلها تصيح بلسان واحد مع هذا لا يرد لهم في كلمة بل كلهم كفار أو جهال اللهم أهدي الضآل ورده إلي الحق . إلي أن قال : ( قال : ابن عباس حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة ، فلا تكونوا كالخوارج تؤولوا آيات القرآن في أهل القبلة وإنما نزلت في أهل الكتاب والمشركين فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهكوا الأموال وشهدوا علي اهل السنة بالضلالة ) . وكان ابن عمر يرى الخوارج شرار الخلق و قال : ( أنهم عمدوا إلي آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المسلمين ، رواه البخاري عنه صلي الله عليه وسلم )... إذا فهمتم ما تقدم فإنكم تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله وحده وان محمداً رسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت مؤمناً بالله وملائكته وكتبه ورسوله ملتزم لجميع شعائر الإسلام وتجعلونهم كفاراً وبلادهم بلاد حرب . نحن نسألكم من إمامكم في ذلك وممن أخذتم هذا المذهب....مما يدل علي بطلان مذهبكم ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( رأس الكفر نحو المشرق) وفي رواية للبخاري مرفوعاً: ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقالوا وفي نجدنا قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان ) ... فالمشرق من جهة مدينته هو منطقة نجد ومنها خرج مسيلمة الكذاب . ثم إن صاحب الكتاب فند أقوالهم وذكر أحاديث كثيرة تؤكد بطلان مذهبهم ، ومن أراد تفصيل ذلك فعليه بذلك الكتاب .

ما ذكره أمام الحرمين العلامة الشيخ أحمد زين دحلان عن التكفيرين
 
 ألف العلامة أمام الحرمين السيد/ احمد بن زين دحلان كتاب عن فتنة التكفيريين .. وهو مكي فقيه مؤرخ مفتي الشافعية بمكة المعظمة وشيخ الإسلام بها ، ولد بمكة سنة 1231 هـ وتوفي بالمدينة المنورة له مؤلفات كثيرة مطبوعة . واسم الكتاب هو الدرر السنية في الرد علي الوهابية وقال فيه :-
 (1)  أعلم إن السلطان سليم الثالث ( 1204 ? 1222 هـ ) حدث في مدة سلطته فتن كثيرة منها فتنة الوهابية ، وقد قتلوا من الخلائق ما لا يحصون. واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان مؤسس مذهبهم في أبتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة وكان أبوه رجلاً صالحاً من أهل العلم وكذلك أخوه سليمان ، وقد أغوى الجاهلين هو وجماعته وخالفوا أئمة الدين وتوصلوا بذلك إلي تكفير المؤمنين فزعمت جماعته بأن زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم شرك. وأنه من أسند شيئاً لغير الله ولو علي سبيل المجاز العقلي يكون مشركاً، وتمسكوا بأدله لا تنتج لهم شيئاً وأتوا بعبارات مزورة زخرفوها ولبسوا بها علي العوام حتي تبعوهم وألفوا لهم في ذلك رسائل حتي أعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ماقاله جماعة إبن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم والمال. وقد ألف العلماء رسائل كثيرة للرد عليهم ومن ضمنهم أخوه سليمان ........ وقد زعموا أن مرادهم بهذا المذهب الذي أبتدعوه إخلاص التوحيد والتبرؤ من الشرك ، وأنهم جددوا للناس دينهم وحملوا الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين علي أهل التوحيد، كقوله تعالي : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) ، وقالوا إن من أستعان بالنبي أو بغيره من الأنبياء والصالحين أو سأله الشفاعة أو زار قبره فإنه مثل هولاء المشركين الذين كانوا يعرفون الله ولكن قالوا إن الأصنام تقربهم إلي زلفة . ومما ردوا به عليهم في الرسائل إن هذا أستدلال باطل لأن المؤمنين ما إتخذوا الأنبياء ولا الأولياء آلهة شركاء مع الله . بل أنهم يعتقدون أنهم عبيد لله مخلقون غير مستحقين للعبادة وهم فقط مكرمون من عند الله بكرمات .أما المشركين فكانوا يعتقدون أستحقاق أصنامهم الإلوهية ويعظمونها تعظيم الربوبية . ثم رد صاحب الكتاب علي كل دعاوى التكفيريين وفندها بالدليل من الكتاب والسنة ، ثم أورد أحاديث كثيرة صحيحة عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، تصف هذه الفتنة وتصف التكفيريين منها:- ( قوله صلي الله عليه وسلم : يخرج أٌناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون فيه حتي يعود السهم إلي فوقه، سيماهم التحليق )... وقوله صلي الله عليه وسلم سيماهم التحليق تنطبق علي هولاء القوم الخارجين من المشرق لأنهم كانوا يأمرون من أتبعهم أن يحلق رأسه رجالاً ونساء ولم يقع في مثل ذلك قط أحد من الفرق الضالة التي مضت قبلهم فالحديث صريح فيهم . وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول : لايحتاج أحد تأليف للرد عليهم بل يكفي في الرد عليهم قوله صلي الله عليه سيماهم التحليق فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم
 
الوصاية والتوصيات
 (1) نقول للدولة والمسئولين إن التكفير هو جريمة من أكبر الكبائر وأن التكفيرين سفكوا الدماء واستباحوا الحرمات وحولوا دول بكاملها إلي دمار وفي ذلك خراب للدين والدنيا وأن المقصود في الأصل هو هدم الإسلام وقتل المسلمين.
(2)  ونقول للتكفريين يجب أن تعلموا أنكم علي خطأ وأنكم تخالفون وتكفرون السواد الأعظم من أهل الإسلام في شأن المولد والأمور الأخرى وإن ما تعتقدون بأنه يكفر أهل الإسلام هو في الحقيقة من الدين ولا يكفر وأنكم تستندون إلي أدلة واهية باطلة لا يقبلها شرع ولا علم و لاعقل وإذا رجعتم إلي حقيقة العلم عرفتم ذلك .
 )3)  ونقول للمؤمنين المتصوفة أنكم أهل الحق وأهل الإسلام لا يضركم من ضل إذا أهتديتم وقد كنتم وما زلتم حماة الدين والديار فأصبروا على من جهل من أخوانكم وأهدوهم بالتي هي أحسن وأسألوا لهم الله الهداية ولا يستفذنكم جاهل أو صاحب غرض .
ألا هل بلغت اللهم فأشهد
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.