بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

الباقر مالك الامين: كتاب مفهوم الولاية والأولياءالفصل الثالث

الباقر مالك الامين: كتاب مفهوم الولاية والأولياءالفصل الثالث: الفصل الثالث الكرامات والقدرات          مالا يختلف فى إعتقاده أن الله يكرم من يشاء بما يشاء وهو الكريم سبحانه، ويتفضل على من ...

الباقر مالك الامين: كتاب مفهوم الولاية والأولياءالفصل(4)،(5)الخاتمة

الباقر مالك الامين: كتاب مفهوم الولاية والأولياءالفصل(4)،(5)الخاتمة: الفصل الرابع     عالم الغيبيات     من التهم التي يتهمها البعض من المتهجمين على التصوف أن الأولياء يعلمون الغيب، فيشركون بالله علمه...

الباقر مالك الامين: كتاب مفهوم الولاية والأولياء المقدمة

الباقر مالك الامين: كتاب مفهوم الولاية والأولياء المقدمة: الاجازة القادرية بالسودان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الملك الحكيم العزيز الرحيم الذى فطر السموات والأرض بقدرته ودبر الأمور...

الخميس، 25 سبتمبر 2014

قراءة بعض الآيات أو الأذكار بعدد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
قراءة بعض الآيات أو الأذكار
في أوقات معينة وبِعددٍ معينٍ بِشكل مستمر
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
    ورد في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الترغيب في ذكر الله تعالى على كل حال، وكذلك ورد الترغيب في الذكر في أوقات محدودة لشرفها ومضاعفة الأجر فيها، كالذكر عند طلوع الشمس وعند غروبها، والذكر بالغدو والآصال، ومنه قول الله تعالى: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [1]، وقوله تعالى:{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[2] ، وقوله تعالى:{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}[3] ، وكذلك الاستغفار في وقت السحر كما قال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}[4] ، وقوله تعالى {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }[5]
   والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شرع لأمته من الأذكار ما يملأ الأوقات! فلكل حالة أو زمن ذكرٌ يخُصُّه؛ ففي الصباح أذكار مخصوصة، وفي المساء كذلك وعند النوم، واليقظة، وعند دخول البيت والخروج منه، وعند طعامه وشرابه، وغير ذلك من أحواله. ولا شك أن من حافظ على هذه الأذكار فإنه سيكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وبهذا يأمن مما اتصف به المنافقون حيث يقول الله عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[6] .
    كما أن الله تعالى ذكر أن في قراءة القرآن الكريم شفاء لما في الصدور، وذهاباً للهموم، وتيسيراً للأمور، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}[7] ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }[8] ، وقال تعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[9].
    وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأوراد من الأذكار بعدد معين، مثل الاستغفار، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ( والله إني لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إليه في الْيَوْمِ أَكْثَرَ من سَبْعِينَ مَرَّةً )[10] ، كما أنه صلى الله عليه وسلم رغب في بعض الأذكار بعدد معين، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة،كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت كانت مثل زبد البحر))[11] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "جاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون". قال: ((ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خيرَ مَنْ أنتم بين ظهرانيه، إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين))[12] .
   أفرأيت إن أراد رجل أن يتصدق بكل يوم دينارا لمدة شهر فهل نقول إنه مبتدع وأن هذا العمل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يقول ذلك لاشك انه جاهل بمقاصد الشرع وحكمته من التشريع. وسوف أضع بين يديك الأدلة على صحة ما ذكرته لك: روى الشيخان عن عائشة : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب (قل هو الله أحد)فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ، فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأها ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أخبروه أن الله يحبه.
وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة فقرأ بها افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بسورة أخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى قال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرونه أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة فقال يا رسول الله إني أحبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حبها أدخلك الجنة)[13] ، أرأيت كيف أن الصحابي قد اجتهد في قراءة سورة الاخلاص بطريقة معينة في الصلاة وأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه بل بشره بالجنة، هكذا كان هدي محمد صلى الله عليه وسلم وهذه هي سنته ولو كانت بدعة منكره لم يقرها ولم يبشره بالجنة أليس كذلك.
   بل انظر إلى الحديث التالي عن أبي ذر ثم عن أبي سعيد وآخر عن عائشة رضي الله تعالى عنهم جميعا، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قام النبى صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها، والآية [إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ][14] .
   وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت (قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية من الْقرْآنِ ليلة)[15] .
  وعن أبي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَدَّدَ آيَةً حتى أَصْبَحَ)[16]
    وروى البخاري من حديث عن رفاعة بن رافع الزرقي قال : (كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال : سمع الله لمن حمده . قال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه . فلما انصرف قال : مَن المتكلم؟ قال : أنا . قال : رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول)[17] .
      أرأيت كيف اجتهد الصحابي في الثناء على الله تعالى وهي عبادة وفي الصلاة أيضا بهذه الزيادة من عنده وأقره النبي ولم ينكر عليه بل فضله على غيره، أرأيت كيف هو الفقه في الاسلام.
     كما أن دفع الضر وجلب النفع، وغيرهما من أبواب الرزق إنما هي من خزائن الله، وعطايا الله تنال بطاعته، ومن أفضل الطاعات التي يتقرب بها إلى الله قراءة القرآن الكريم. لما في الحديث: (من قرأ القرآن فليسأل الله به)[18].
وحيث تقرر ذلك كله عُلم أنه يجوز قراءة بعض الآيات أو الأذكار في أوقات معينة وبِعددٍ معينٍ بِشكل مستمر، بقصد جلبِ رِزقٍ أو هيبةٍ أو جاهٍ أو طرد شَرٍّ أو توفيق في عمل ما، فإن من خير ما يَتقَرَّب به العبد إلى الله تعالى لقضاء الحوائج ذكرُ الله تعالى، وأفضل الذكر قراءة كلام الله تعالى.  والله تعالى أعلى وأعلم ، وأعز وأحكم .
والخلاصة
يجوز قراءة بعض الآيات أو الأذكار في أوقات معينة وبِعددٍ معينٍ بِشكل مستمر ، بقصد جلبِ رِزقٍ أو هيبةٍ أو جاهٍ أو طرد شَرٍّ أو توفيق في عمل ما ، والله تعالى أعلى وأعلم ، وأعز وأحكم .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله - عزَّ وجلَّ : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم ))[19] .
فعليكم بالمواظبة على قراءة الأذكار والأوراد
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه


[1] الأحزاب : 42
[2] [ الإنسان : 25 ]
[3] [ الأعراف : 205 ]
[4] [ آل عمران : 17 ]
[5] [ الذاريات : 18 ]
[6] [النساء: 142].
[7] [ الإسراء : 82 ]
[8] [ يونس: 57 ]
[9] [الطلاق: 4 ]
[10] رواه البخاري
[11] صحيح البخاري (4/173) برقم (6403) وصحيح مسلم (4/2071) برقم (2691).
[12] صحيح البخاري (1/271) برقم (843)، ومسلم (1/416) برقم (595). الحديث.   

[13] قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت
[14] {المائدة:118} رواه النسائي2/177، وابن ماجه(1350) وصححه الحاكم1/367..
[15] رواه الترمذي وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ من هذا الْوَجْهِ (448) .

[16][16] رواه أحمد3/62

[17] ورواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه
[18] رواه الترمذي.
[19] البخاري (4/384) برقم (7405)، ومسلم (4/2061) رقم (2675)..


بيان أذكار عقب الصلوات المفروضة



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد و على آله وأصحابه
بيان أذكار عقب الصلوات المفروضة
      لابد للمسلم من غذاء روحي يومي، هذا الغذاء يثمل بالقيام بالفرائض والواجبات اليومية والمداومة على ما يمكن من المندوبات بالقدر والاستطاعة الذي يعطي القلب إِحتياجاته من الغذاء والدواء والذي يكون به المسلم في ترق دائم ... هذا هو الورد اليومي الذي ينبغي أن يلاحظ فيه أن يجعل له حدًا ادنى لابد أن يؤديه ... ، عملا بالحديث الصحيح للسيدة عائشة رضي الله عنها انها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (خذوا من الاعمال ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا وان أحب الاعمال إلي الله ما دام وان قلّ)[1]، وفي رواية عنها: (وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ)[2]، وهذا يدل على أن هنالك أعمالا معينة كان فيها نوع من الالتزام اليومي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أن قوله عليه الصلاة والسلام: (خذوا من الاعمال ما تطيقون) يشير إلي أن المسلم ينبغي أن يرتب لنفسه عملا يوميا في حدود طاقته، وقوله عليه الصلاة والسلام:(انه ليغان على قلبى حتى استغفر الله في اليوم مائة مرة)[3]، وملازمته صلى الله عليه وسلم أوراده اليومية وهو أسوة كل مسلم، فالاوراد اليومية في حياة المسلم هي زاده اليومي الذي لا ينبغي أن يهمله. ومن هنا جاء تحديد الاعداد فى الذكر ونفصله فيما يلى:
تحديد العدد فى الذكر:
   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أحبُّ الأعمال إلى الله ادْوَمُها واِنْ قَلَّ)[4] ومن البين، أن من داوم على قدر من الذكر، لا بد أن يكون معلوما محدودا. ولذلك قال   صلى الله عليه وسلم: (وإن قَلَّ).
     فمن صلى عشرين ركعة في ليلة، وعشرًا في ليلة أخرى، وأربعًا في غيرها مثلا، فالأربع التي داوم عليها، هي أحب الأعمال الى الله. والقدر الذي لم يداوم عليه، عمل محبوب فقط .
     ومن داوم على أربعة من أول الأمر، فقط أتى العمل الأحب إلى الله عز وجل.  وهذا التحديد، موكول إلى كل عامل، بحسب ما يرى، مما لا يشق عليه.  والناس في ذلك تتفاوت إِستطاعاتهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أكْلَفُوا مِنَ الأعمال مَا تُطِيقونَ، فانَّ الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا)[5].
    فوكل صلى الله عليه وسلم، كلا إلى طاقته وهو بها اعرف. فمن حدد لنفسه قدرًا من العبادة تسهل المداومة عليه، وداوم عليه بالفعل، فقد نص صلى الله عليه وسلم على أنه قد جاء بأحب الأعمال إلى الله عز وجل. ومن وافقت طاقته طاقة أخ له فعمل مثل عمـله مختارًا، فلا حرج عليه، فالأمر واسع. ولا ينبغي أن يلتفت إلى من خالف المصطفى صلى الله عليه وسلم، وزعم أن مثل هذا التحديد ممنوع، فهو خطأ مردود. وإنما البدعة مالا إذن للشارع فيه. وهذا قد جاء الإذن فيه من الشارع. والحجة كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم، لا كلام سواه. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللّيلِ أو عنْ شيء مِنْهُ، فَقَرأَهُ ما بينَ صَلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظُّهرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّما قَرَأَهُ من اللّيل)[6]. وفي هذا الحديث الشريف، الحض على قضاء ما عود المرء نفسه من العبادة (ورده اليومى)، حتى تنصبغ نفسه بحب المثول في حضرة مولاه سبحانه.
   الأذكار عقب الصلوات المكتوبة:
    ورد الكثير من الاحاديث النـبوية التي تتحدث عن فضل القرآن وخصائص وأفضلية بعض سوره وآياته وعباراته نذكر  منها ما تم تحديده كأذكار عقب الصلوات المفروضة :
خاتم الصلوات:
- اللهم أنت السلام ومنك السلام واليك يرجع السلام فحيّنا ربنّا بالسلام وأدخلنا الجنّة دارك دار السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام.
- أستغفر الله العظيم 3 مرات
- سورة الفاتحة
- آية الكرسى
- (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ*فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
- سورة الاخلاص 3 مرات
- المعوذتين مرة واحدة
- اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك فى كلّ وقت وحين اللهم أرزقنا فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين واذا أردت بعبادك فتنة فأقبضنا اليك غير مفتونين.
الباقيات الصالحات:
    جاء في السنن ان الباقيات الصالحات هي: (سبحان الله، الحمد لله،  ولا اله الا الله، الله اكبر)، وتسميتها بالباقيات لانها أوصاف لذات الله الذي لا ينسخ وجوده عدم، ولا يقطع بقاءه زوال، وصفة الخالد خالدة معه. وكونها صالحات لانها ضمان لفلاح قائلها، وضياء يتألق بين يدي المؤمن يوم اللقاء الاخير .
    وقد وردت عبارة الباقيات الصالحات فى القرآن في موضعين: قوله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا. وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلًا)[7] وقوله جل شأنه: (قُلْمَرَدّاً)[8].
    وجاء فى الحديث: عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الاعراب، فقال: يا رسول الله إنِّي لا أستطيع أن أتعلّمَ القرآنَ، فعلِّمني شيئاً يُجزيني." قال: "تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله". فقال الأعرابي: هكذا - وقبض يديه - فقال: "هذا لله، فمَا لي؟" قال: "تقول: اللّهمّ اغفر لي وارْحمني وعافِني وارْزقني واهْدِني"، فأخذها الأعرابيُّ وقبض كفّيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما هذا فقد مَلأَ يديه بالخير")[9].
     ونذكر الباقيات الصالحات: (سبحان الله 33 مرة والحمد لله 33 مرة والله أكبر 33 مرة)، عقب الصلوات المفروضة: عَنْ أَبِي ُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (َمنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صلاة ثلاثا وَثَلاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَد البحر)[10]، و لنتدبر معاني هذه الكلمات: سبحان الله والحمد لله ، والله اكبر.
 سبحان الله:
   التسبيح هو أن يقول المسلم: "سبحان الله"، وألفاظ التسبيح متعددة متنوعة، ومعناه: التنزيه عن النقائص والعيوب، فإذا قال العبد: "سبحان الله"، أي: تنزيهاً لله، عن كل نقص وعيب، عن الشريك والولد والصاحبة وغير ذلك، مما نسبه إليه الجاهلون والمفترون كما قال تعالى:( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا)[11]، ولكن لا ريب أن التسبيح نوع من التعظيم؛ لأنه مدح في نفي النقائص والعيوب، ولهذا جاء في ألفاظ التسبيح سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
       التسبيح العملي للناس يقوم على ربط الافعال  بما ينبغي لله من كمال، أى تحول التسبيح من قول باللسان إِلى شعور في القلب إِلي رفعه وسلوك - أن يضبط المسلم مشاعره في السراء والضراء، ويربطها بمشيئة الله فأن أصابه شر لم يسخط على الزمان ويسب الايام !! فما الزمان ؟ انه ظرف- وحسب - للاحداث التي يسوقها القدر الاعلى. والمؤمن يستكين لله إِذا وقع به ما يكره ويقول: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[12]. أما التبرم باليالي السوء فهو من سوء الادب مع الله، ومن إتهامه – سبحانه- لا يسوغ .
  ذكر الحمد لله:
     الحمد فهو قول العبد: "الحمد لله"، وقد حمد الله نفسه وعلَّم عباده ليحمدوه، وأمرهم بحمده:( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا)[13]، وهو: الثناء على الله لصفات كماله، أي: أنه تعالى له الحمد كله؛ لأنه الموصوف بجميع المحامد، فله الحمد على ما له من الأسماء والصفات، وخلق المخلوقات، والشكر نوع من الحمد، وقد قال بعض أهل العلم أن الحمد والشكر معناهما واحد ، الشكر يختص بما كان في مقابل نعمة، والحمد أعم من ذلك يكون في مقابل النعمة وغيرها، فله الحمد سبحانه وتعالى على كل حال على السراء والضراء والعطاء والمنع، وله الحمد على كل أقداره وعلى كل شرائعه فله الحمد على خلقه وأمره: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[14]. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نماذج رائعة لحمد الله بالغدو والآصال. فمما اثر عنه صلى الله عليه وسلم انه كان إذا  صحا من نومه قال:(الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ)[15]. ويكفي في مديح الله أن نذكره، فان آفة البشر تجي من الجهل والنسيان .
      في سورة الرحمن تطواف سريع بالعالم من بدئه إِلى منتهاه، وعرض لاحوال الخلق منذ اتجه إِليهم التكليف إلى أن لاقوا ما يستحقون من جزاء . ولما كانت السورة فى نحو صفحتين ، فإِن هذه الرحلة العاجلة سجلت إيماءات فقط إلى آيات الله ونعمه. وبين كل  إيماءة وأخرى يقول الله للانس والجن في تساؤل حافل بالملام والتقريع :( فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)[16].
    وجاء في (صفوة البيان لمعاني القرآن): عددّ الله في هذه السورة كثيرًا من نعمائه، وذكر خلقه  بعظيم من آلائه، ثم أتبع كل خلة وصفها ونعمة وضعها بهذه الآية الكريمة، فذكرها في واحد وثلاثين موضعًا، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم إِلي هاتيك النعم ويقررها بها، ويقيم عليهم الحجة عند جحودها.
ذكر الله أكبر:
     عندما يرددها المؤمن فهو يقصد أمرين:                          
أولها :احقاق الحق وإبطال الباطل، فانه فى واقع الامر لايوجد غير إله واحد هو الله الواحد القهار، وما عداه وهم عقول مختلة، أوخداع حواس معتلة.
        والاخر: ضبط السلوك البشرى داخل نطاق هذا التوحيد، فيكون إستنصار الانسان بالله، وإسترزاقه وتوكله وأمله وأمنه وغير ذلك من المعانى .
       وهذا أمر يحتاج إلى ايضاح ، فإن الله خبأ مفاتيح قدرته تحت جملة من الاسباب العادية، سواء أكانت هذه الاسباب كونيه أو انسانية،  والمسلم حين يباشر هذه الاسباب – ولا بد من مباشرتها - لايجوز أن يحتجب عن الحقيقة العليا، ولا أن يظن مردّ الامور إليها، فإن الله محيط بالاشخاص والاشياء، وهو الذى يمنح هذه الوسائل صلاحيتها للعمل، وقدرتها على الانتاج .
      ولذلك يجب أن تمتد أشعة التوحيد المطلق فى أرجاء النفس، فلا تجعل شيئا ما يحول بين المرء وربه. ويجب أن يشعر من أعماق قلبه ان ما دون الله هباء، فلا يرعه سطوة سلطان، ولا تخدعه ثروة غنى.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد و على آله وأصحابه



[1] متفق عليه
[2] قال صلى الله عليه وسلم،: ( يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووم عليه وإن قَلَّ، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه ) رواه مسلم . ومعنى "أثبتوه" كما قال النووي : أي لازموه، وداوموا عليه .
[3] رواه مسلم
[4] رواه ومسلم  رقم الحديث: 1311
[5] رواه البخاري رقم الحديث:  5441
[6] صحيح مسلم (193)
[7] سورة الكهف 46 
[8]  سورة مريم: 75-77
[9] سنن أبي داود (رقم:832)، سنن النسائي (2/143)، سنن الدارقطني (1/313،314).
[10]صحيح مسلم – كتاب المساجد
[11] سورةً الإسراء:43
[12] سورة البقرة:156
[13] سورة الإسراء: 111
[14] سورة الأعراف:54
[15] قال الترمذي في جامعه 3401 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ، فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ )
[16] سورة الرحمن 13